العصر البابلي القديم:- يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية المحصورة ما بين سقوط سلالة اور الثالثة عام ( 2006 ) ق- م ونهاية سلالة بابل الاولى على ايدي الجيوش الحثية
الغازية عام ( 1595 ) ق- م حيث دامت اربعة قرون ان ابرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الاموريين من بوادى الشام وتحطيم الكيان السياسي في بلاد الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة مثل ايسن ولارسا واشنونا والوركاء واشور وسلالة بابل الاولى وغيرها لذلك فيصح ان نطلق على هذا العصر الجديد اسم (عصر دول المدن الثاني) وقد يسمى بعصر (ايسن ولارسا) وبوجه خاص القسم الاول من هذا العصر ويعقب ذلك قيام الملك البابلي الشهير حمورابي سادس ملوك سلالة بابل الاولى وقضاؤه على دول المدن وعودة نظام مملكة القطر وهوالشطر الثاني من العصر البابلي القديم . الاموريون :- الاموريون هم فرع من الاقوام الجزرية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية متجهة نحو بوادي الشام والعراق وتوغلت جماعات منها سلميا الى وسط وجنوب العراق منذ نهاية الالف الثالث قبل الميلاد وتشير النصوص المسمارية من عهد سلالة اور الثالثة الى وجود اعداد كبيرة من الاقوام الامورية كانت تعمل في المعابد وفي الجيش واعمال خدمية اخرى ثم زاد تدفق هذه الاقوام منذ اواخر عهد سلالة اور الثالثة واخيرا تمكنت جماعات منها السيطرة على عدد من المدن التابعة لامبراطورية اور الواقعة في الغرب وساعدها على ذلك الاضطراب العام الذي عم انحاء البلاد في عهد ( ابي- سن ) اخر حكام اور الثالثة كما ساعدها هجوم الاقوام العيلامية من الشرق على مدينة اور وسيطرتها عليها وانهاء حكم سلالة اور الثالثة فيها . وتمكن الاموريون بالتدرج من السيطرة على مدينة اور وبقية المدن التابعة لها وطرد الحاميات العسكرية العيلامية من البلاد . والاموريون اسم اطلقه السومريون على القبائل البدوية القادمة من الغرب حيث ان كلمة ( امورو ) الاكدية هي ترجمة حرفية لكلمة ( مارتو ) السومرية التي تعني الغرب اشارة الى الاتجاه الذي جاءت منه تلك الاقوام ثم شاع استخدام الكلمة واطلق على الاقوام نفسها وعرفت في المصادر المسمارية باقوام الامورو كما سمى الههم ايضا بالاسم نفسه . اما الباحثون المحدثون فيطلقون احيانا اسم (الكنعانيين الشرقيين) على الاقوام الامورية تميزا لهم عن (الكنعانيين الغربيين) أي (الفينقيين) الذين استقروا في الاجزاء الساحلية من بلاد الشام باعتبار ان كلا المجموعتين تنتميان الى مجموعة رئيسية واحدة تفرقت عند هجرتها فاستقر بعضها في بلاد الشام واتجه البعض الاخر الى العراق . واخيرا فان مصطلح (بابليين) الذي حملته الاقوام الامورية بعد ان استقرت في بلاد بابل اصبح اكثر شيوعا من بقية الاسماء سواء في الازمنة القديمة او الحديثة وغدا الاسم يشمل جميع السكان الذين سكنوا بلاد بابل ابتداء من العصر البابلي القديم وحتى نهاية دور بلاد بابل السياسي في المنطقة فهو اسم يدل على انتماء السكان الى بلاد بابل اكثر من كونه يدل على هوية تلك الاقوام واصولها العرقية . وبدلا من ان يدون هؤلاء الاموريين بلغتهم الجزرية الغربية اتخذوا من اللغة الاكدية التي يطلق عليها اللهجة البابلية القديمة في هذا العصر لغة رسمية لهم . وكان مجيء الاقوام الامورية الى العراق على شكل موجات متتابعة كانت الاولى في اواخر عصر سلالة اور الثالثة تمكنت من تاسيس عدد من السلالات حاكمة اشهرها سلالتا ايسن ولارسا اما الثانية فقد جاءت بعد ما يقرب من مائة عام على الهجرة الاولى واستطاع شيوخها من تاسيس سلالات حاكمة اشهرها سلالة بابل الاولى واشور والوركاء وغيرها ولم تتركز الاقوام الامورية في منطقة واحدة بل انتشرت في جميع المدن السومرية والاكدية واقامت لها عدة سلالات حاكمة حتى تمكن حمورابي من توحيد هذه السلالات وضمها تحت سلطته واقام دولة موحدة في البلاد .